منشورات مميزة

علماء کرام بیرون ملک کا رخ کیوں کرتے ہیں؟

 علماء کرام بیرون ملک کا رخ کیوں کرتے ہیں؟   بعض بھائیوں کا جواب   أحد إخواننا:   وہ علماء جو بیرون ممالک رہائش پذیر ہیں، ان کے بارے میں میر...

الخميس، 25 يوليو 2019

سلسلة ذكريات (السابعة)

سلسلة ذكريات: السابعة
تصفحت أوراق ما مضى من أيامي فوجدت فيها مكتوبا:
"قال القائل حدثتني نفسي فقالت:
يقول البطل "حميد" أثناء حواره مع زميله "سعيد":
كان هناك رجلا, كريما عادلا,عاملا بالبر, مجتنبا عن الشر, سخيا بالمال,لطيف البال, محافظا على الصلوات. مؤديا للواجبات, صابرا على الهنوات, أخلاقه حسنة,وطبيعته لينة, وفضائله حميدة,وخصائله عديدة, دائبا في حصول مرامه, مجتهداً في طلب علومه, كلما لقيني سلمني, وسأل عن أحوالي وكوائني, ونصحنى نصحا تصفو به حياتي, ويخفض به عيشي ويأتي بسعادتي, وتعانقني الفرحة والمسرة,,وتهجرني الكربة والمعيشة المرة, يمنعني من أن يكون أحد صديقا لي, جليس السوء لا ينفعني في أية حالي, يرشدني إلى صيانة وحدتي, وأن أجتهد في دراستي, وأن أحصل ممتازا في الامتحانات, ولا أتجول إلا مع الرجال الثقات, ولكن مع الأسف الشديد, خاب ظني به يا سعيد! فقد وقع في الحفرة, وكانت له الشقاوة مقدرة, فلقد أسره الوله والهوام, ودلهه  العشق والغرام, ذلك هو الرجل الذي كان ينصح الناس, بأن لا يميلو إلى صداقة الحبيبة فذاك من عمل الخناس, وها هو الآن أسير سجنها,لا يهنأ له العيش بدونها, ضيع أوقاته الذهبية, وتخلف عن إكمال واجباته اليومية, يرسب في الامتحانات. بعد أن كان حصل مائات ومائات.
اسمع القصة فهي مبنية على الصدق, يجلس للقراءة وقد طربه تحنان العشق , يفتح الكتاب لا يرى الحروف والكلمات, كأنه في عالم الخيال والسبات, فقط يجتلي فيه وجه حبيبته, ويقلب الصفحات لا يرى إلا طلعة عشيقته, ولكن لا يشعر أنه يسعى في سبيل الردى , وأن حياته تذهب سدى, أرى دائما يغمره القلق والاضطراب, ويبحث للقاءها ووصالها الأسباب, هذا الرجل وصل إلى غاية الحب, وكأن الهوى أشرب في القلب, فكان يتم كل مناها, سائلا حبها وحنانها, يخاف أن يمسها أي ضرر, وإن فشل يوما عاتب نفسه وجزر, وتقر عينه من فرحها , ويقلق قلبه من ترحها, ويتلف أوقاته في رفع عراقيلهـا, ويهلك نفسه في حل مشاكلها, أما علم أنه يدأب في هلاك نفسه؟ ولكن العشق قد تمشى في أنفاسه, كلما نام كأنه في عالم الأحلام, يحلق كالطير ويتقدم إلى الأمام, وإذا يراها بين الروضة الخضرة الناضرة جالسة تنتظر, فكأنها الورد الذي بدا مفترا مباسمه فيطربه هذا المنظر , وفجأة ينقطع الحلم وهو يشتاق أن يكون خالدا مخلدا فيه وربماقال ما قال, وأنشد بالحزن والملال :
      ويحك يا من قطع الحلما                فقد جعلتني الآن مغموما
كم اشتقت وصلها فمنعني البعدُ        ولكنه في المنام وغيره شيئ واحدُ
الله المستعان لقد نسي العلم وخلفه عن ظهره يحفظ ولكن لا يرسخ في ذهنه ويا ليت شعري هل ما علمت أن هذه الدنيا لا شيء إلا متاع الغرور ماذا حصل؟ غدرت حبيبتها, ونقضت عهدها, وغمطت صنيعته, ونبذت ظهريا صداقته, وأعرضت عن حبه, وهربت من عيشه,
وطالما أبكاه الفراق بزفير وعويل, وأنشد وليس له دليل ولا سبيل:
    تخذتك يا فلان إيمانا                 ولكنك خليتني خذلانا
    ترقرقت الدموع أحزانا                 وأنت أحببت الهجرانا
    آه! صرت الآن مجنونا             لهواك والقلب يضم التحنانا
بك هائم يرجف قلبي خفقانا          أموت أحيانا وأحيى أحيانا
     أبكي بكاء هتونا                 وأصرخ صراخا يصم الآذانا
   ياليت لوجدت قيعانا              فملأتها بدموعي لعل السكونا
والراحة تسكن الوجدانا                وإلا فالموت خير ما يريحنا
فزاده الشعر في الشوق والهوى, وأنشد وهو في غاية الوجد والجوى:
   إني سقيم فراقك داء                  وإني سليم إيابك دواء
هكذا تكون أحوال من يفعل هذا العمل يشعر أولا بالراحة والطمأنينة وبعد مضي الأيام يحس بالخجل والحسرة لفراق صديقه عنه وغدر العهد له يبكي ويصرخ وينادي لنواه عنه يتمنى ""لو ما أحببته لما وصلت إلى هذه الحالة"" يتأسف ""لماذا وثقت به؟!"" يتعجب ""أحقا نتيجة ترجيح الصداقة على العلم هكذا؟"" لا يستطيع العيش بالراحة والسلامة بل تجري مدامعه بأربعة سجام وبأدمع هوام كل حين وآن، ماالفائدة من التأسف الآن؟ليته قدم الخروج قبل الولوج فما سقط في يديه ولا عض بنانه ...... ها قد أتى عليه الكربات وحفت به النائبات أين يروح؟ وإلى أين يزمع؟ هذا هو الجزاء لمن خدع أبويه اللذين يريدان أن يكون أبناءهم أولي رتبة عالية ويتشوق إلى طلعتهم وهم قد أكملوا مناهم وكذلك من خدع مسؤولي مدرسته وأساتذه وأهل قريته ومعشره وأمته الذين يريدون أن يكون شبابهم في المقام العلى وأولي شرف وكرامة وأولي مجد وعزة ولكن في الحقيقة لا يخدع إلا نفسه وهو لا يشعر.
يا أخي الحبيب! هل تريد أن تكون مثل هذا الرجل؟ هل تبغى أن تهلك نفسك كما هلك ذاك الرجل نفسه؟ هل ينفعك مثل هذه الصداقة؟ كلا والله ! بل الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين..                                                                                                                                     أما علمت سبب مجيئك هنا؟ أما فهمت مرامك وهدفك؟   يا أخي الغالي! ماالذي يهيجك في معصية شيخك؟ ماالذي يغريك بأن تقصر في جهدك؟ماالذي يثيرك في تضييع أوقاتك؟
ماالذي يحرضك على عدم الشوق لتعلم دينك؟ ماالذي يرغبك في حبها من عميق قلبك؟ وماالذي يحثك على هلاك نفسك؟ ومن الذي غرك بربك؟
ويحك! إنه شيطان جرى في مفاصلك!
أما تتقي الله في أوقاتك الثمينة الذي وهب لك هذه النعمة العظيمة؟! إذا أردت النجاح أو حصول الآمال فما عليك إلا الجد والنصب وتحمل الأذى والخبال.
يا أخي! اقطع العلائق وابتعد عن الأشرار لأن المرء على دين خليله والطيور على أشكالها تقع فاحذر منهم كل الحذر فإنهم يريدونك في الشر لا في البر.
هذا! سأوقف قلمي بعد هذه النصيحة اقرءها بتالدبر, وأمعن فيها النظر, وأوع سمعك عليها بالإتقان, وافهمها من سحيق صفرك بهدوء واطمينان, وأفرغ في أصداف أذنك هذي الدرر, واستشعر كأنها خبر ليست بخبر:
اعلم أن الحب والعشق يوقك في الردى كالإثم الذي يوصلك إلى اللظى، وأنه يدمر علمكَ ويضيع أوقاتكَ، فالحزم أن لا تقرب إلى من يميتك.
واجتهد في طلب العلم ولا تفترْ, لأن من كان علما أغزر , خاف من الله أكثرْ، وصدق ربنا فقال إنما، يخشى الله من عباده العلماء.
وفي الأخير أدعو الله أن يرزقنا علما غزيرا وفهما واسعا وإخلاصا صميما وإيمانا قويا وبصيرة حاذقة وقلوبا خاشعة وأن يجعلنا أعوانا لدينه ومدافعين عن رسوله اللهم اجعل أخلاقنا كالقرآن الكريم واجعلنا مهتدين بسنة رسولك الحليم واجعلنا علماء عاملين اللهم يا رب آمين... من قلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق