منشورات مميزة

علماء کرام بیرون ملک کا رخ کیوں کرتے ہیں؟

 علماء کرام بیرون ملک کا رخ کیوں کرتے ہیں؟   بعض بھائیوں کا جواب   أحد إخواننا:   وہ علماء جو بیرون ممالک رہائش پذیر ہیں، ان کے بارے میں میر...

الخميس، 12 مارس 2020

موقف المسلم عند المصيبة

الحمد لله المنفرد بالبقاء والقهر، حمدا متعاقبا على مر الدهر، أحمده على على القضاء والقدر، على الحلو والمر والنفع والضرر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، موقنا بأنه هو الأحد الذي رفع الكرب وأنزله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي هو أسوة لكل مبتلٍ ودليله.

أما بعد:

فإن العبد إذا رأى عن يمينه فلا يرى إلا فتنة، وإذا رأى عن شماله فلا يرى إلا محنة! يرى الدنيا على حسرة وتأسف! ومن ثم يعلم أنها دار بلاء وامتحان؛ يختبر فيه العبد وقتا قليلا؛ لينعم طويلا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيا سِجْنُ المُؤْمِنِ، وجَنَّةُ الكافِرِ".
صحيح مسلم ٢٩٥٦ •

وهناك مواقف كثيرة يجب على العبد المصاب أن يأتي عليها ويقف عندها وسنذكر بعضها:

*الموقف الأول:* بل الأعظم والأجل : أن يصبر عقب المصيبة. ومعنى الصبر: أن يحبس قلبه فلا يتسخط ولا ييأس من رحمة الله، ويحبس لسانه فلا يشكو ولا يتذمر ولا يتشاءم ولا ينحو، ويحبس جوارحه فلا يلطم خده، ويخمش وجهه، ولا يشج رأسه، وينتف شعره، ولا يدعو بالويل، ودعوى الجاهلية. فلا دواء أنفع لعلاج المصاب وتسليته من الصبر؛ لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم مبينا أهمية الصبر عند أول الأمر: "إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى".
صحيح البخاري ١٢٨٣ •

*الموقف الثاني:* أن يدعو بالأدعية المأثورة كَ "إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لنا خيرا منها"
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل هذا الدعاء: "اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها، إلّا أَجَرَهُ اللَّهُ في مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ له خَيْرًا منها".
صحيح مسلم ٩١٨ •

ولمَ لا؟ فالله يقول: ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ......أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَیۡهِمۡ صَلَوَ ٰ⁠تࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾. [البقرة١٥٥، ١٥٧]

ووالله سيشعر المؤمن براحة قلبية وطمأنينة نفسية ولذة إيمانية وسكونٍ داخلي حينما يقول بملء قلبه وجوارحه : ﴿إِنَّمَاۤ أَشۡكُوا۟ بَثِّی وَحُزۡنِیۤ إِلَى ٱللَّهِ﴾.
[يوسف ٨٦]

*الموقف الثالث:* أن يعلم علم اليقين أن ذلك كله من قدر الله وقضائه فلا مرد لذلك ولا مفر منه، وأن فيه حكمة لا يعلمها إلا الله، يقول تعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾.
[البقرة ١٥٥]
﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَیۡرِ فِتۡنَةࣰۖ وَإِلَیۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾.
[الأنبياء ٣٥]
وقال:﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ﴾ [العنكبوت ٢] ﴿وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَـٰذِبِینَ﴾ [العنكبوت ٣]

وفي الحقيقة إن هذا لأعظم وقت لامتحان قوة إيمان المؤمن بالقدر خيره وشره، وهذا الموقف ميزان لتمييز القوي من الضعيف فبقدر رسوخ الإيمان وإحكامه ينزل البلاء، يقول النبي ﷺ "أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبتلى الرجلُ على حسبِ دِينِه، فإن كان دِينُه صلبًا (وفي رواية فمن ثَخُنَ دينُه) اشتدَّ بلاؤُه، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ، ابتُلِيَ على حسبِ دِينِه، (وفي رواية ومن ضعُف دينُه ضَعُف بلاؤه) فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتى يتركُه يمشي على الأرضِ ما عليه خطيئةٌ"
أخرجه الترمذي (٢٣٩٨) وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع (٩٩٣)

وقال: "إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضى، ومَن سخِط فله السَّخطُ"
أحرجه الترمذي
وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ٢٣٩٦ •


*الموقف الرابع:* التأمل في حال من أصابه بلاء أشد وأعظم مما أصيب به فهذا الموقف سيخفف عنه ما يجده من برحاء المصيبة وشدتها، وليتذكر أعظم مصيبة حلت بكل مسلم على الإطلاق وهي وفاة سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد ﷺ وليتعظ من أولئك الصحابة الذي صبروا وتصابروا في ذلك الموقف الهائل الرهيب....

*الموقف الخامس:* أن يعلم أن تلك المصيبة أيضا نعمة عظيمة وفيها خير وبركة، كيف ولا؟! وبها ترفع درجاته وتكفر سيئاته، سبحان الله!
يقول النبيﷺ: "إذا أرادَ اللَّهُ بعبدِه الخيرَ عجَّلَ لَه العقوبةَ فِي الدُّنْيا..."
أخرجه الترمذي (٢٣٩٦)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي ٢٣٩٦

وأعظم حديث في هذا الباب ما أخرجه البخاري مرفوعا عن النبي ﷺ قال: "ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولا وصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتّى الشَّوْكَةِ يُشاكُها، إلّا كَفَّرَ اللَّهُ بها مِن خَطاياهُ".
صحيح البخاري ٥٦٤١ •

 عن جابر بن عبدالله: أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ، دَخَلَ على أُمِّ السّائِبِ، أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ فَقالَ: ما لَكِ؟ يا أُمَّ السّائِبِ، أَوْ يا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟ قالَتْ: الحُمّى، لا بارَكَ اللَّهُ فِيها، فَقالَ: لا تَسُبِّي الحُمّى، فإنَّها تُذْهِبُ خَطايا بَنِي آدَمَ، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ.

صحيح مسلم ٢٥٧٥ •


الله أكبر! يقول بعض السلف: لولا المصائب لوردنا القيامة مفاليس!

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعمِ

*الموقف السادس:* وأخيرا ليعلم أن كل ما ورد في علاج المصاب من نصوص فهو يرجع إلى أصل عظيم: وهو أن يتحقق العبد أن نفسه وأهله وماله وولده في الحقيقة مِلكٌ لله عز وجل قد جعله عند العبد عارية فإذا أخذه منه فإنما أخذ ملكه وعاريته من المستَعير ، وأيضا فإن ذلك الملك محفوف بعدَمَين : عدَم قبله وعدَم بعده. وملك العبد له متعة معارة في زمن يسير وأيضا فإنه ليس هو الذي أوجده عن عدَمٍ حتى يكون ملكه الحقيقي ولا هو يستطيع حفظه من الآفات فليس له فيه تأثير ولا نفوذ ، وأيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف المملوك المأمور المُنهى ، لا تصَرُّفَ المالك ، فلا يجوز أن يتصرف فيه إلا كما يرضى مالكه الحقيقي سبحانه و تعالى.....

فيا أيها المؤمن كلما نزل بك البلاء تجلد واصبر وأظهر الرضا وإياك أن تضعف أمام أهلك وولدك وخاصتك لأن ذلك يضعفهم وينزل الخوف في رُوعهم بل اعطهم الأمان وكن أنت المعَزِّي لهم ثم إذا خلوت بربك فبث همك وأرسل دمعتك وأخرج أحزانك!
وإذا اشتدت بك الحال فاهرع إلى الصلاة فهي قرة العين وعفر جبهتك بالأرض ساجدا خاشعا وابك سائلا ربك أن يرفع بلاءك وأن يصبرك يقول تعالى: واستعينوا

تأمل أيها المصاب كما أن الله قد أخذ منك وابتلاك فقد منحك الكثير من النعم وحفظ عليك أنواعا من الخيرات التي تجلب لك السرور والسعادة وأعظم ذلك نعمة الإيمان والهدى ومعرفة الحق فإن حمدت الله على ذلك كل ثانية ما وفيت حمده سبحانه وتعالى
فقابل بلاءك بالرضا والشكر وقل الحمد لله على كل حال فهذا من كمال الإيمان تبلغ به منزلة الأولياء والأصفياء وحين يمتلئ قلبك وروحك بنور الإحسان والرضا واليقين وتتعلق جوارحك وحركاتك بالله .....
هذا!
وفي الختام نسأل الله أن يفقنا للصبر عند أول صدمة ...

مقال مستفاد من كتب لم نذكرها.... لأنه كان في الأصل خطبة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق